خلفية حول التنكيل الجسدي
خلفيّة
التنكيل الجسديّ هو أكثر أشكال التنكيل بالأطفال شيوعًا في إسرائيل والعالم أيضًا.
التنكيل الجسديّ بالأطفال هو اعتداء عنيف ينفّذه أحد أفراد العائلة أو بالغ مسؤول عن الطفل. سواء تم بشكل مباشر أو غير مباشر، بانتظام وبشكل متعمد أو لمرة واحدة، كنهج تربويّ روتينيّ أو كعقاب، أو بسبب نوبات غضب وصعوبات في ضبط النفس من قبل أحد الوالدين.
ويتجلى التنكيل الجسدي في الأفعال التي تسبب أو يمكن أن تسبب الضرر الجسديّ للطفل، مثل الإصابات، كسر الأعضاء، الحروق، الجروح، نتش الشعر، العضّ. يتضمن التنكيل بالرّضع، الهزّ القويّ الذي قد يتسبب في تلف في الدماغ لا يمكن إصلاحه، سدّ الفم الّذي قد يؤدي إلى الاختناق أو توفير الغذاء أو الأدوية السامة. قد يتسبّب التنكيل الجسدي الشديد في العجز، وحتى الموت. عادة ما تنطوي الإصابات الجسديّة على إصابة نفسيّة عقب الإحساس بالخوف، الإذلال والإهانة التي ترافق الضرب. وحتى في الحالات التي يرافق فيها التنكيل الجسدي التعافي الكامل للطفل، تشير المعلومات الحالية إلى أن هذا التنكيل مصحوب بإصابة نفسيّ لها آثار قصيرة وبعيدة المدى.
على الرغم من أن كل لضربة ضرر وإقصاء، يجب أن نميز بين الضرب والتنكيل، إذ ليس كلّ والد أخطأ مرة وضرب ضربًا خفيفًا، أو فقد السيطرة وردّ بصفعة، هو والد معتدٍ. مع ذلك، يشير الواقع والدراسات إلى أنّه في أحيان كثيرة هناك “منحدر زلق” بين الاثنين، وما بدأ كعقاب جسديّ، قد يتدهور أيضا دون تدخل إلى تنكيل[1].
بعض المعلومات حول نطاق الظاهرة
في عام 2012، حوالي ثلث الأطفال الذين تم علاجهم من قبل الأخصائيين الاجتماعيين لقانون أبناء الشبيبة أبلغ عنهم في أعقاب اشتباه وقوع تنكيل جسديّ. وفق المعطيات يصل نطاق التنكيل الجسديّ بالأطفال إلى ما يقارب 5.5. ألف طفل في شريحة الأطفال في إسرائيل[2]. مع ذلك، يجب الأخذ في الحسبان هذا التقدير الذي تمّ وفق الظاهرة المبلغ عنها فقط، ووفق الأدبيات المهنيّة فإنّه عن كلّ حالة مبلغ عنها هناك 3-10 حالات غير مبلغ عنها.
كشفت دراسة جديدة، واسعة النطاق تمّ إعدادها في أوساط شريحة الأطفال في إسرائيل، أن ظاهرة التنكيل الجسديّ بالأطفال – واسعة النطاق أكثر مما ظنّوه حتى الآن. في هذه الدراسة شارك حوالي 9500 من أبناء الشبيبة الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 14 و 16 عاما، ووجهت إليهم أسئلة حول تعرّضهم لإصابات عنف. أفاد 14.1٪ أنهم تضرروا جسديًا جرّاء وقوع اعتداء [3] (انظر الرسم البياني 1). ومن بين الأطفال المتضررين، أفاد الكثيرون أنّهم تضرروا أكثر من نوع واحد (جنسي، عاطفي، جسدي، تعرض للعنف داخل الأسرة، إهمال).
في هذا القسم يمكنك العثور على معلومات شاملة حول ظاهرة التنكيل الجسديّ.
[1] عنات أوفير، مع الأطفال دون ضرب، 2006، مجلس سلامة الطفل.
[2] نسبة في الألف في أوساط من تتراوح أعمارهم بين 0-17 في المتوسّط السكانيّ للأعوام 2009-2011.
[3] الأٌقوال في الاستبيانات التي وُجهت إلى الأولاد كانت: تعرضت للضرب المبرح على يد فرد في عائلتي حتى اضطررت إلى زيارة الطبيب أو التوجه إلى المستشفى، أفراد في عائلتي قاموا بضَربي بشدّة الأمر الذي خلّف كدمات أو علامات، عوقبتُ في حزام، لوح، حبل أو أي جسم صلب آخر، أعتقد أنني تعرضت للتنكيل الجسديّ، ضربوني بشدّة لدرجة أن أشخاصًا مثل المعلّم، الأقارب أو الطبيب لاحظوا الأمر.
رسم بياني 1: نوع الإصابة* بالأطفال** وفق المجموعة السكانيّة
النسبة المئوية في الفئة العمريّة داخل الفئة السكانيّة (2012)
المصدر: ايزيكوفيتش تسفي ليف-فيزل راحيل، مركز دراسات المجتمع، جامعة حيفا، تقرير مؤقت لمسح وبائي في موضوع: العنف تجاه الأطفال وأبناء الشبيبة في إسرائيل- بين الشيوع وتبليغ عناصر مشجّعة في مقابل عناصر معطّلة، بدعم من Trianaللتكنولوجيات م.ض.، 2012، 2013، ص 27.
* من أي نوع.
** طلاب صفوف السادس، الثامن والعاشر (في سنّ 12،14، و 16 عامًا).
ملاحظة: التعرض للعنف داخل الأسرة (والد عنيف أم مُعَنّف) يُقصد به تعرّض متأثّر بالعنف (شهداء على العنف).