المجتمعات القوية
بعد ثلاث سنوات من الأنشطة الغنية والمتنوعة، اختتمت تجربة المجتمعات القوية في حي “تل كبير” جنوب تل أبيب. خلال العام الماضي، عمل فريق المشروع، برئاسة الدكتورة كارميت كاتز من كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة تل أبيب بمرافقة ودعم من مركز خروب تحت إشراف البروفيسور آشر بن أرييه، على وضع تصور للمعرفة والمهارات المتراكمة في إطار المقالات الأكاديمية في إسرائيل والعالم، إلى جانب نشر المعرفة في المؤتمرات والورشات ذات الصلة. إلى جانب هذا العمل، ينشغل فريق المبادرة بالتعلم من نجاحات الطواقم المهنيّة التي عملت في الحيّ، وذلك من أجل تعزيز نموذج المجتمعات القوية الذي تمّ تطويره في إسرائيل – وهو نموذج، فإلى جانب عملية التأهيل الفريدة لطلاب الخدمة الاجتماعية، هو يعمل بالشراكة مع الأخصائيين الاجتماعيين وأقسام الخدمات الاجتماعية. بالتزامن مع هذه العملية، تُبذل جهود إضافية في حي الحليصة في حيفا.
إن مبادرة المجتمعات القوية في حيّ الحليصة هي ثمرة تعاون بين قسم الرفاه الاجتماعي التابع لبلدية حيفا بقيادة الأخصائي الاجتماعي “تل زيسو جولدوين” والطاقم المجتمعي المسؤول عن تركيز، تخطيط وتنفيذ الأنشطة المجتمعية؛ كليّة الخدمة الاجتماعيّة في جامعة حيفا والمسؤولة عن البحث المرافق من خلال الدكتورة إيريس لفيه والدكتورة روت بيركوفيتش، مشاركة طالبات الخدمة الاجتماعية في قسم الدراسات الميدانية بمرافقة الأخصائية الاجتماعية أورلي أفيتال؛ مدرسة عبد الرحمن الحاج بإشراف السيد محمد عواد؛ سكان حي الحليصة والمنظمات العاملة في النسيج الحياتيّ للحيّ.
أنهى مشروع المجتمعات القوية في حيّ الحليصة في حيفا عامه الثالث عام 2018، في إطار المبادرة يُقام نشاط مجتمعيّ وبحث يرافق التدخل الميدانيّ.
تركّز النشاط المجتمعيّ هذا العام في أربع دوائر من العمل:
- دائرة الأطفال: إنشاء مجلس طلابي مدرسي
يمثل مجلس الطلاب تحدياً تربوياً لتعزيز القيادة الشابة على أساس القيم الديمقراطية. يسمح النشاط بممارسة المواطنة النشطة مع الامتثال لحقوق الإنسان والمواطن. ساعدت مشاركة المجلس في تقوية المجتمع المدرسي باعتباره هيئة تربوية ترعى طلابها للعيش في مجتمع ديمقراطي وتقوي انتماء الطلاب إلى مجتمعهم ومدرستهم، كما وعمل على التأثير في مصلحة المجتمع بأسره.
- اشتمل البرنامج على إرشاد المجموعة من قبل طالبة في السنة الأكاديمية الثانية في تخصص الخدمة الاجتماعية بالتعاون مع المركّزة الاجتماعية للمدرسة.
- أجري نشاط تشكيل خارجي ((ODT لمجموعة من الأولاد خلال العام
- دائرة الأهل: فريق عمل لتعزيز الأمن والأمان في الحي
حي الحليصة هو حي يعاني من الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي، ومن الجريمة في مجالات السلاح والمخدرات على وجه التحديد. لا يشعر الأبناء والأهل بالأمان الكافي للتجول بحرية في شوارع الحيّ ولا يشعرون بالحماية. سعى هذا المشروع إلى زيادة الشعور بالأمان الشخصي والتعامل مع هذه الظاهرة على ثلاثة مستويات:
أ. تعزيز الثقة بين المجتمع والشرطة
ب. نشاط السكان لزيادة الأمن الشخصي
ج. تعزيز قوة السكان العاطفية وتكثيف برامج العلاج في الحي
- ترأس فريق العمل أخصائي اجتماعي في حي الحليصة وطالبة في عامها الأكاديمي الثاني في مجال الخدمة الاجتماعيّة.
- دائرة الأهل-الأطفال: ساحة ألعاب متنقلة
يسكن حيّ الحليصة عائلات تعاني من وضع اجتماعي- اقتصادي متدنٍ، عائلات تواجه تحديات يومية وعدد كبير من الصعوبات المالية، الاجتماعية والمشاكل المتعلقة بقدرة الوالدين. بالإضافة إلى ذلك، توجد في حليصة ظاهرة العنف في الشوارع بين الأطفال، الشباب والعائلات. يؤثر هذا العنف على الشعور العام بالأمن في الحي، وخاصة في الأسر التي لديها أطفال. يمتنع الأهل عموماً عن إرسال أطفالهم إلى الأنشطة التي تنظمها المدرسة، النادي أو المركز الجماهيريّ في فترة ما بعد الظهر، بدافع القلق على أمنهم وسلامتهم. يمتنع الأطفال بأنفسهم أيضاً عن المشاركة بسبب الخوف من “الآخر”. الآخر الذي قد يكون طفلاً، مراهقاً أو بالغاً يمكنه أن يعتدي عليهم. قدم المشروع حلاً بديلاً لفترة ما بعد الظهر للأطفال الذين لا يندمجون في الأنشطة الجماهيرية في الحي، زيادة الشعور بالأمن الشخصي لدى الأطفال وسكان الحي، تعزيز النسيج الاجتماعيّ بين سكان المباني الشاهقة فيما يتعلّق بالأطفال، وتعزيز الصلة بين الوالدين والطفل. ضمن إطار المشروع تمّ تفعيل 5 ساحات ألعاب متنقلة في طوابق خمسة مبانٍ.
- عُقد لقاء ترفيهي مشترك للآباء وأولادهم لكل ساحات الألعاب المتنقلة.
- رافق المشروع 10 طلاب وطالبات في عامهم الأكاديميّ الأول في مجال الخدمة الاجتماعية.
- دائرة الحيّ: مشروع “حليصة في القلب” لتسويق قيم مجتمعيّة إيجابية
يرتبط نموذج المجتمعات القوية في عالم الإعلان والتسويق في العصر الحديث، ويؤكد على نشر الرسائل الاجتماعية المرغوبة وفقًا للمبادرة، بما في ذلك أهمية الحفاظ على الأمن الجسدي والعاطفي لدى أطفال الحي. يهدف هذا المشروع إلى توفير الاستجابة لعام العمل الأول من أجل دعم المبادرة، مبادئها وأنشطتها بهدف توسيع معرفة جميع سكان الحي في المبادرة والانضمام إلى العمل التطوعي في المشاريع المختلفة.
في إطار المشروع، تأسست مبادرة للتمكين المجتمعيّ من خلال التصوير، البحث، التوثيق والتفكير الإبداعي والتي سيقوم بتفعيلها متطّوعو الحيّ. يهدف المشروع إلى تعزيز التماسك المجتمعيّ وخلق شعور بالاعتزاز. يمتلك المشروع رؤية كبيرة في المنطقة. المنتج النهائي هو معرض في الشارع يسمى” حليصة في القلب” – فسيفساء من الأماكن والأشخاص تضمّ 14 صورة ضخمة يتم عرضها في الشارع الرئيسي في الحي. سيتضمن النشاط اللاحق للمشروع جولات سياحية في الحي، وسيتولّى عملية الإرشاد فيها سكان الحيّ أنفسهم.
- رافق النشاط طالب في الخدمة الاجتماعيّة في عامه الأكاديمي الثالث
النشاط البحثيّ مجتمعات قوية في حيّ الحليصة، حيفا:
يرافق نشاط الطاقم المجتمعيّ والطلابي في حي حليصة في حيفا دراسة تقييميّة تشرف عليها د. ايريس لفيه، د. روت بيركوفيتش وبروفيسور ميري كوهن من كلية الخدمة الاجتماعيّة في جامعة حيفا. الهدف من الدراسة المصاحبة هو تقييم نشاط التدخل في تعزيز العلاقات المجتمعية كوسيلة لرفع سلامة الطفل والحد من الوقاية والتنكيل. الهدف الآخر هو دعم المبادرة بالمعرفة المصممة خلال المراحل لمساعدة العاملين في الميدان على إجراء تغييرات وتعديلات على البرنامج وزيادة نجاعته (دراسة تقييمية مصممة).
تركز الدراسة على مجالين رئيسيين: (أ) المدرسة الابتدائية في الحي- أحمد الرحمن الحاج (ب) العائلات في المجتمع.
أ) يركز القياس المدرسي على تصورات الطلاب وأولياء الأمور للاقليم المدرسي: إحساس صلة وتواصل الطالب مع المدرسة، الشعور بالأمن في المدرسة، العنف، العلاقات مع مجموعة الأقران ومع البالغين، مشاركة الوالدين في المدرسة، التوقعات الواضحة من الطلاب ونزاهة القوانين المدرسية، مدى دعم المدرسة لأولياء الأمور والمساعدة المقدمة لهم. تركز استبيانات المعلمين والموظفين أيضاً على تصوراتهم حول الاقليم المدرسي، كذلك تصورات مشاركة أولياء الأمور في المدرسة، وتقييم درجة التنكيل والإهمال التي يتعرض لها الطلاب والمواقف حيال الإبلاغ عن هذه الظواهر. خلال العام الماضي تم توزيع الاستبيانات في وقتين: بداية العام (شباط 2017) ونهايته تموز عام 2018.
ب) يتم إجراء القياس في أوساط العائلات في المجتمع من قبل الطلاب ومنفّذ الاستبيانات الذين يمرون على المنازل ويمررون الاستبيانات مرة واحدة في السنة. تقيس الاستبيانات بلاغات أولياء الأمور عن رضاهم من الحي، الحياة الاجتماعية، الدعم الاجتماعي، منح المساعدة وتلقّيها في الحي، المقدرة المجتمعية، الكفاءة الجماعية، المنظمات الجماهيرية، التعرّف إلى أطفال الحي، تجربة الوالديّة في الحيّ، التعرّف على أطفال الحيّ، الجودة والإحساس بالأمل. حتى الآن، تم تمرير هذه الاستبيانات في وقتين: قبل البدء بالمشروع (في عام 2014) وبعد مرور عام عليه (شباط 2017).