The website supports Exploer 11 and up

شيوع ظاهرة السلوك الجنسيّ غير المتوافق أو المؤذي في أوساط الأطفال والمراهقين

انتشار ظاهرة القاصرين ذوي السلوك الجنسيّ الذي يضرّ المجتمع ليس معروفًا لكن يمكن التعرّف عليها من معطيات السلطات التي تصلها بلاغات حول قاصرين يُشتبه باعتدائهم جنسيًا أو قاصرين تلقّوا علاجًا.

شهدت دول مختلفة في العالَم في الأعوام الأخيرة اتجاهًا تصاعديًا في عدد الأطفال الذين يعانون من السلوك الجنسي المؤذي الّذين تمّ تحويلهم إلى دوائر خدمات حماية الطفل، وإلى سلطات التطبيق والعلاج. ليس واضحًا إذا كان هذا الارتفاع يمثّل ارتفاعًا في هذه السلوكيّات، تغييرا في تعريف السلوكيات الجنسيّة الإشكاليّة، ارتفاعًا في الوعي وفي التبليغ عما هو في الواقع موجود حتّى في السابق أو دمج عدد من العوامل. لكنّ المهمّ التأكيد على أنّه في التعريف، معظم السلوكيّات التي تنطوي عليها نادرة جدًا.

بالإضافة إلى ذلك، وكما لوحظ، تشير الدراسات التي أجريت في العالم أنه خلافا للتفكير الذي كان متعارفًا عليه في السابق، فإنّ خطر أن يتحوّل الأطفال والمراهقون المعتدون جنسيًا إلى مرتكبي جرائم جنسيّة عند بلوغهم، هو ضئيل نسبيًا. واتضح أن طرق العلاج التي تمّ تطويرها لعلاج الأطفال والمراهقين ذوي السلوك المنحرف فعالة أيضًا في علاج المراهقين الذي يعانون من مشكلة السّلوك الجنسيّ. وقد وُجد أن نسبة تكرار الاعتداء الجنسيّ عند المراهقين، بعد خمس سنوات من يوم ارتكاب الجريمة الجنسيّة، هو بالمعدّل 7%، بينما الاعتداءات غير الجنسيّة تكون نسبة تكرارها أكبر بأضعاف. نسبة التكرار في أوساط المتعالجين أقل بكثير من نسبتها في أوساط من لم يتلقوا علاجًا. كما وأنّه وُجد أنّ نسب التكرار أعلى (15%) في سنّ المراهقة، وتنخفض في سنّ البلوغ. (بالمقارنة مع البحوث التي أجريت من قبل دائرة خدمة مراقبة سلوك أبناء الشبيبة، اتضح أن هذه الأرقام عالية نسبيا لتلك الموجودة في أوساط القاصرين الذين ارتكبوا جرائم جنسيّة في إسرائيل وعولجوا من قبل دائرة خدمة مراقبة سلوك أبناء الشبيبة. ومع ذلك، يجب الأخذ في الحسبان أنّ الشخص البالغ أكثر المرتكب جريمة جنسية يمكنه إخفاء الجريمة بسهولة أكبر).

 

حجم الظاهرة وخصائصها في إسرائيل

ظاهرة الأطفال والمراهقين المعتدين جنسيا موجودة في كافة الفئات السكانيّة وعند كلا الجنسين.

وقد أجري مسح في إطار البرنامج الوطنيّ للأطفال وأبناء الشبيبة المعرضين للخطر في بعض المناطق في إسرائيل وأظهر أن حوالي 2٪ من 156000 طفل معرض للخطر ممن تمّ تحديدهم (أي نحو 3000 طفل ومراهق – 1.2 لكل ألف طفل في إسرائيل)، تم تشخيصهم كذوي سلوك جنسيّ غير طبيعي، ومعظمه يتميزون بسلوك جنسيّ مؤذ (انظروا الرسم البياني). المعطيات الأخرى التابعة لمجلس سلامة الطفل حول عدد الأطفال الذين عولجوا خلال 2014 على يد الأخصائيين الاجتماعيين لقانون أبناء الشبيبة في نفس السّنة تشير إلى أنّ الأطفال المعتدين شكّلوا 3.6٪ من مجمل الأطفال الذين عولجوا على يد الأخصائيين الاجتماعيين لقانون أبناء الشبيبة في نفس السّنة وكانت نسبتهم 0.7 للألف.

من تحليل البلاغات التي وصلت وزارة الرفاه والخدمات الاجتماعيّة في عام 2014، يتبيّن أنّ ما يقارب من نصف البلاغات عن قاصرين اعتدي عليهم جنسيًا كانت على خلفيّة اعتداء جنسيّ بين القاصرين (تجدر الإشارة إلى أنّ البلاغات هي فقط وفق قانون وجوب التبليغ ولا تشمل الاعتداءات الجنسيّة التي تُنفّذ ىمن قبل غرباء ليس إجباريًا التبليغ عنهم) تشير الأدبيات المهنيّة إلى أنّ 20% – 50% من الجرائم الجنسيّة تُنفّذ من قبل مراهقين (يشمل جرائم زنا المحارم بين الأخوة).

في إسرائيل، عمر معظم القاصرين الذين اشتبه فيهم بتنفيذ اعتداءات جنسيّة، ومن تولّت الشرطة ودائرة خدمة مراقبة سلوك أبناء الشبيبة علاجهم هو 12-15. ولا يوجد اتجاه تصاعدي في عددهم أو نسبتهم في المجتمع.

خلافًا لما يُكر في العالم ولما قيل أعلاه، كان هناك ارتفاع في إسرائيل حتى عام 2001 في عدد الأطفال حتّى سن 14 المشتبهين بتنفيذ سلوك جنسيّ مؤذ والذين تمّ تولّي أمرهم على يد محققي الأطفال، ومنذ ذلك اليوم طرأ انخفاض على عددهم. بالنسبة للقاصرين الذين اشتبه فيهم بتنفيذ اعتداءات جنسيّة، فإنّ نطاق المحوّلين إلى دائرة خدمة مراقبة سلوك أبناء الشبيبة لم يتغيّر من الناحية الأساسيّة مع السنوات، هذا على الرغم من الزيادة الطبيعية في عدد السكان.

من بين 377 قاصرًا فتحت لهم ملفات جنائيّة في الشرطة في قضايا ارتكاب جرائم جنسية، فإنّ ما يقارب 67.0٪ تراوحت أعمارهم بين 12-15 والباقي، -32.0٪ – تراوحت أعمارهم بين 16-17. تم العثور معطيات مشابهة في أوساط قاصرين اشتبه بارتكابهم جرائم جنسيّة وتلقّوا علاجًا على أيدي دائرة خدمة مراقبة سلوك أبناء الشبيبة عام 2011، حيث أنّ حوالي 70% تراوحت أعمارهم بين 16-17. تشير معطيات استجواب الأطفال لهذا العام إلى أنّ 295 من الأطفال الّذين تمّ استجوابهم حتى سنّ 14 تراوحت أعمار أغلبيتهم العظمى (84.6٪) بين 12-14.

  رسم بياني- أطفال ذوو سلوك جنسيّ شاذّ أو لا يتوافق مع سنّهم 2011.

 

النظام قيد التشغيل، نرجو عدم إغلاق المتصفح حتى ظهور موافقة التسجيل في الموقع