الإهمال العاطفي
تعريف
يتم تعريف الإهمال العاطفي على أنّه أعمال أو غياب أعمال (omissions) من طرف الوالد وتعرّض الطفل للعنف داخل الأسرة. هذا النوع من السلوك الوالديّ هو الأصعب في القياس وذلك بسبب غياب الإصابة الجسديّة وأحيانًا بسبب التأثير المتأخر على نموّ الطفل (Hildyard& Wolfe, 2002).
معطيات حول نسبة الشيوع
يحدث الإهمال والاعتداء العاطفي في معظم حالات التنكيل الجسديّ (90٪)، كما وتحدث هذه الحالات أيضًا دون وقوع إصابات جسديّة (Claussen& Crittenden, 1991; Kaplan et al., 1999).. كما وأنه في الوقت الّذي يرافق فيه الإهمال الجسديّ الإهمال العاطفي، فإنّ العكس ليس صحيحًا دائمًا (Egeland, Erickson, & Press., 1987). نتيجة لذلك، فإنّ الإهمال والتنكيل العاطفيّ هما أكثر حالات الاعتداء على الأطفال شيوعًا (Hildyard& Wolfe, 2002 ).
العوامل
دراسة العوامل التي تؤدي بالأهل إلى صعوبة توفير العلاج والرعاية المناسبة للأطفال هي مجال بحثيّ مهمل في جزء كبير منه (Hildyard& Wolfe, 2002) .. الفقر المزمن، غياب القدرة الوالديّة، الأمراض النفسية الوالدية، تعاطي المخدرات، الآباء الذين لا مأوى لهم، التفكك الأسري وغياب الرعاية قبل وبعد الولادة كلها ترتبط بالإهمال (Pelton, 1994)، وتبيّن أنّ كلا من هذه العوامل يزيد من تعرض الأطفال للإصابة بأمراض نفسيّة بشكل مستقلّ(Brooks-Gunn & Duncan, 1997; McCall &Groark, 2000)
بشكل عام، فإنّه من بين كافّة مجالات الإهمال والتنكيل بالأطفال، يُعتبر الإهمال أكثر المجالات ارتباطًا بالوضع الاجتماعيّ-الاقتصاديّ المدنّي. (Tuck, 2000)
الآثار
تشير الدراسات التي أجريت حتى هذه المرحلة إلى أن آثار الإهمال على الأطفال مماثلة لآثار الاعتداء الجسدي أو الجنسي (Hildyard& Wolfe, 2002).
الأطفال المهملون، حتى عندما يكبرون، معرضون أكثر لعدد من المشاكل السلوكية والاجتماعية والتعليمية والطبية (Child_Welfare_Information_Gateway، 2004). يُظهر هؤلاء الأطفال بشكل خاصّ صعوبة في السيطرة على العواطف أو الدوافع، السلوك الهادئ أو الخانع، صعوبات في المدرسة أو في العلاقات الاجتماعية مع أقرانهم، مشاكل في الأكل والنوم، محاولات لإثارة نزاعات أو لتنشيط علاقات جنسية، سلوك عاطفي أو اجتماعي لا يتوافق مع سنّهم، عدم استجابتهم للرعاية، لا مبالين، صارمين، متنازلين، لا ينفعلون، يظهرون عجزًا أمام الضغط، يُبدون القليل من التفاعل مع أقرانهم، يظهرون سلوكيات إلحاق الأذى بالذات، سلوكيّات ذعر، تفكك، يعانون من مشاكل اكتئاب وخوف أو تقدير متدن للذات (DePanfilis، 2006 ).
ترتبط الحالة المدعوة ب Reactive Attachment Disorder (RAD) تحديدا بالإهمال العاطفي. يتميّز هذا الوضع بأنّ الطفل يجد صعوبة في الاختلاط اجتماعيًا مع الآخرين، الأمر الذي ينعكس في السلوك المقيّد بشكل واضح أو في السلوك الاجتماعيّ غير الواضح (American_Psychiatric_Association، 2000). في سنّ أصغر، يُطلق على النتيجة الأخطر للإهمال العاطفي بمتلازمة الإخفاق اللا عضويّ في الازدهار Nonorganic Failure to Thrive Syndrome (FTT)، وهو ما ينعكس في عدم القدرة على التطوّر (وأحيانا حتى البقاء على قيد الحياة) على الرغم من التغذية المناسبة (Greenbaum et al., 2008).
يرتبط الرفض العاطفيّ من قبل الوالدين بتعاطي المخدرات في سن البلوغ (Campo &Rohner, 1992) وفي الجريمة. (Simons, Robertson, & Downs, 1989).. بالإضافة إلى ذلك، يضرّ الإهمال العاطفي يضعف قدرة العقلنة لدى الطفل، وهي قدرة استيعاب وفهم الحالات الذهنية الذاتيّة وعند الآخرين (Fonagy& Target, 1997) .