خلفية حول السلوك الجنسي
السلوكيّات الجنسيّة الإشكاليّة أو غير المتوافقة عند الأطفال والمراهقين تُعرّف في الأدبيات المهنيّة كسلوك جنسيّ إشكاليّ sexual behavior problem – SBP.. تتواجد هذه السلوكيّات على خطّ امتداد، بينما يتواجد في طرفه السلوك الجنسيّ التنكيليّ.
معظم الأطفال أو المراهقين الّذين يُظهرون سلوكًا جنسيًا فظًا أو سلوكًا جنسيًا غير متناسب لا يعتدون جنسيًا. وبالتالي، فمن المهم التمييز بين الأطفال ذوي السلوك الجنسيّ المحيّر أو المثير للقلق، وبين الأطفال ذوي السلوك الجنسيّ التنكيليّ والمؤذي بشكل واضح. من أجل ملائمة برنامج علاجيّ على الأخصائيين أن يقيّموا مستويات خطورة تكرار السلوك المؤذي.
هناك تمييز في الأعمار بين أطفال دون سنّ 12 (سنّ المسؤوليّة الجنائيّة) وبين المراهقين والبالغين. تنبع الفروقات من الاختلاف في تطوّرهم الجسديّ، الإدراكيّ العاطفيّ وكذلك في نضجهم الجنسيّ. من هذا التمييز مستمد ومتوافق مع طريقة تعامل السلطات وعلاج الطفل و/ المراهق الذي يُظهر سلوكًا جنسيًا غير متوافق.
خصائص الأطفال دون سن 12 ذوي السلوك الجنسي غير المتوافق مقارنة مع المراهقين أو البالغين
الأطفال الذين هم دون سنّ 12 الذين يعانون من مشكلة في السلوك الجنسيّ، يتميّزون بخصائص مختلفة عن المراهقين أو البالغين الذين يعانون من هذه المشكلة، وبالطبع عن مرتكبي الجرائم الجنسية.
- ينبع السلوك الجنسي لدى الأطفال من تصور وتفسير للواقع مختلف عن البالغين.
- تشخيص ذو صلة بالبالغين أو المراهقين، مثل غياب التعاطف مع الضحية، أو أنماط من السلوكيات المغرية ليست ذات صلة ومختلفة في جوهرها في أوساط الأطفال. على الرغم من أن الأطفال يقوون على مشاعر التعاطف، لكن درجة التجريد والتعقيد لهذه المشاعر هي أقل بكثير مما هو الحال عليه عند البالغين.
- معظم مرتكبي الجرائم الجنسية البالغين والمراهقين هم من الذكور، مقارنة مع الأطفال، جزء كبير من الأطفال الذين يظهرون سلوكًا جنسيًا غير متوافق، من الفتيات الصغيرات في السن.
ومن المهم التمييز بين المشاكل في السلوكيات الجنسية وبين اللعب والاستكشاف الجنسي، وهما أمر طبيعي في مرحلة الطفولة.
اللعب النموذجي عند الأطفال دون سن 12 هو لعب استكشافي في طبيعته، ويحدث بشكل عفوي، مرحليّ، ويتم بالاتفاق ودون إكراه أو مشاعر قوية مثل الغضب والقلق والخوف والحزن. هذا السلوك النموذجي تتميز به جميع المستويات العمرية والتطور. على الرغم من الاختلافات الثقافيّة القائمة في البيئة الاجتماعية، فمن المعروف أن السلوك الإكراهيّ أو الذي يُحث ضررًا جسديًا من قبل الطفل لا يُعدّ أمرًا طبيعيًا في أي ثقافة. الأطفال الذين يلعبون ألعابًا من هذا النوع سوف يردّون على تدخل شخص بالغ أو مشرف.
في المقابل، فإنّ الأطفال الذين يعانون من مشاكل في السلوك الجنسي، يُعرّفون كأطفال يبادرون للسلوكيات التي تدخل فيها الأعضاء التناسليّة. سلوكهم لا يتناسب مع سنّهم أو مع مرحلة تطوّر الأطفال ولها قابليّة التسبب في إيذاء الطفل أو آخرين [1] (لجدول تفصيليّ يقارن السلوكيات الطبيعية مع السلوكيات المثيرة للقلق، طالعوا الرابط التالي).
خصائص المراهقين المعتدين جنسيًا
تشير دراسات أمريكية إلى أن معظم المراهقين الذين اعتدوا جنسيًا ليسوا عنيفين. هم يستخدمون أساليب الإقناع، الإغراء، خلق الثقة، التلاعب وتوفير الاهتمام والمودة. (انظر الرابط أدناه معروضة فينكلهور من اليوم الدراسيّ من يهمّه الأمر؟).
أشارت دراسة حول القاصرين المعتدين جنسيًا في إسرائيل، إلى أن معظم القاصرين الذين اعتدوا جنسيًا وتمّ تولّيهم من قبل خدمة مراقبة سلوك أبناء الشبيبة كانوا ذكورًا، يهودًا، وُلدوا في البلاد، علمانيون، من خلفيّة اجتماعيّة اقتصاديّة متدنية [2] من عائلات مألوفة لدى أقسام الخدمات الاجتماعية.
تشير الدراسات المختلفة التي أجريت في جميع أنحاء العالم إلى أن أبناء الشبيبة الذين يعتدون جنسيًا يمتلكون خصائص مشابهة لخصائص أبناء الشبيبة المخالفين للقانون في الجرائم التي يرتكبونها والتي ليست بالضرورة جرائم جنسيّة.
وتضمنت إحدى الدراسات التي أجريت في إسرائيل حول خصائص القاصرين المعالَجين في دائرة خدمة مراقبة سلوك أبناء الشبيبة، يمكن استخلاص ما يلي:
أبرز الحالات التي تظهر كمحفّزات تزيد من خطر جرائم أبناء الشبيبة هي: عجز التعلّم، أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النّشاط عند القاصر نفسه (58.0٪)، الصلة مع الأصدقاء المخالفين للقانون (41.0٪) والأوضاع العاطفيّة الصعبة (35.0٪).
أبرز الحالات التي تظهر كمحفّزات تزيد من الخطورة داخل الأسرة هي: التوتر وكثرة المشاجرات بين الوالدين (38.0٪)، البطالة من طرف أحد الوالدين أو كليهما (36.0٪) الطلاق أو الانفصال بين الوالدين (22.0٪) [3].
مصادر