“حدث الاعتداء الجنسي على الأطفال هو حدث له عدّة متضرّرين. ليس فقط القاصر وحده المتضرر وإنّما أهله، أفراد عائلته الموسّعة، وأحيانًا أصدقاؤه”. لكن مرات كثيرة، يمرّ وقت طويل ينكشف السرّ، وخلال هذا الوقت يتواصل الاعتداء.

مؤامرة الصمت حول قضية الاستغلال الجنسي للأطفال تمنع الكشف المبكر عن الجريمة، وعندما يصبح الطفل صبيًا يكون هناك صعوبة في الكشف عن الحالة، لأنّه يكون قد طوّر آليات إنكار وقمع لإخفاء قوة ألمه ودماره الذاتيّ. لذلك، فإنّ للأخصائيين الّذين يتواصلون مع الأطفال (الأطباء، المعلمون، الأخصائيون الاجتماعيّون ورجال الشرطة) يوجد دور أساسيّ في تحديد وعلاج الأطفال ضحايا الاعتداء الجنسيّ. من المهم التأكيد على أنّ القانون في دولة إسرائيل يُلزم أيضًا بذلك (قانون وجوب التبليغ).

وتشير الدراسات إلى أنه ليس جميع الأخصائيين واعين لدورهم المهم في تشخيص الأطفال ضحايا الاعتداء الجنسيّ. على سبيل المثال، في الاستطلاع الذي أجري في إسرائيل في أوساط أطباء غرفة الطوارئ وأطباء الأطفال، في أقسام طب الأطفال وجد الأطباء صعوبة في تحديد الأطفال المعرضين لخطر الاستغلال الجنسي، وحتى عندما قاموا بتشخيصه كضحيّة، قلّة منهم فقط من يلّغوا الشرطة. تجاهل بعضهم الأمر أو قللوا من خطورة الحالة.

أحيانًا يجد الأخصائيّون صعوبة في مجابهة أنواع الاعتداء الجنسي غير “الشائعة” أو غير رائج الحديث عنها. على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أن هناك أخصائيين رفضوا المشاركة في دراسة حول الأمهات معتديات جنسيًا لأنهم ادّعوا أنّ الظاهرة غير موجودة.

من استطلاع مواقف الجمهور حول الموضوع، والذي أعده معهد “خروب” في تشرين الثاني عام 2009، يتبيّن أنّه حوالي 55% ممّن اعترفوا أو شاهدوا حالة اعتداء أو تنكيل بالطفل من قبل الأهل، أبلغو السلطات بذلك. حوالي 60٪ من أصحاب البلاغات أبلغوا سلطات الخدمات الاجتماعية، 20٪ – أبلغوا الشرطة و 20٪ – أبلغوا جهاز التربية والتعليم. من لم يبلغوا ذكروا في أسباب عدم التبليغ، الانزعاج والخوف، معرفتهم بأنّه تمّت معالجة الحالة، الصعوبة في تقييم ما إذا كان الحديث يدور حول وقوع تنكيل فعلاً، الخوف من إيذاء الطفل أو عدم معرفتهم إلى من يتوجّهون. حوالي ربع الأشخاص الذين سُئلوا ادّعوا أنّهم يعرفون لمن يتوجّهون في حالة وقوع اعتداء على الطفل. كما وأن هناك بلبلة في أوساط المشاركين حول الحالات التي تستوجب التبليغ، حول أمكانيّة تقديم دعوى قضائيّة ضدّ مقدّم البلاغ لاتهامه الباطل، وسؤال ما إذا كان من الممكن أن يقدم البلاغ من مجهول.

يمكن العثور على معلومات حول التأهيل المهنيّ الأيام الدراسيّة والمؤتمرات حول موضوع الاعتداء الجنسيّ والنّشاط الجنسيّ في موقع معهد خروب:

• قائمة بالمقالات والأدبيّات المهنية
• برامج تعليميّة
• أيام دراسيّة
• روابط (كل الحق لقائمة القوانين)